القائمة الرئيسية

الصفحات

الأطفال ضحايا الضحايا في هذا المجتمع .. إلى متى؟

مدونة محيدب سارة



دق الباب ثم دخل، ألقَ التحية وجلس مؤدبًا، سألتُ أبواهُ ممازحة: (كيف هي أحوال دراسته؟ هل هو تلميذٌ نجيب؟) ابتسم الولد ورد فَرِحًا: (أنا الأول في القسم) وقبل أن أثني عليه قالت الأم بغضب: (ولكن لم تأخذ علامة جيدة في مادة الفرنسية) ليضيف والده: (وقالت المعلمة أنك قليل التركيز) احمر وجه الطفل خجلاً مني وخرجَ مسرعًا، فور خروجه التفتت نحوي والدته وقالت: (في الحقيقة إنه ولد ذكي والجميع يحبه في المدرسة أنا فخورة جدًا به) ليضيف والده: (نحن لم نقل ذلك أمامه حتى لا يغتر بنفسه) ..

بعد فترة التقيتُ بهما وكما هي العادة سألتهما عن حال ابنهما، هذه المرة تغير كلامهما  جلسا نصف ساعة يشتكيان من تغير طباعه وبأنه أصبح ولدًا مشاكسًا كثير المشاكل، وربما تأثر برفقاء السوء أو عينًا ما صلت على النبي أصابته ! فأخبرتهما أنه يفعل ذلك ليجدب انتباههما .. لم يلتفتا لأدبه وتفوقه لعلهما يلتفتان لمشاكساته.

لماذا لا تثني على ولدك عندما يفعل أمرًا يستحق المدح؟ لماذا تدفعه لعدم الثقة بنفسه؟ يظل الطفل المسكين يتخبطُ باحثًا عن كلمة حُبٍ بسيطة تروي قلبه، وعندما لا يجدها يحاول جذب الانتباه بأي طريقة كانت !

عادات اتصالية كثيرة تدمر أجيالاً، بسبب الجهل والمعارف المتوارثة الخاطئة وعدم وجود التوعية (لا برامج إعلامية هادفة تهتم بالتنشئة الاجتماعية للطفل، ولا خطب دينية تشد الانتباه لهذه البذور الصغيرة فتخلق منهم قادة المستقبل، ولا تنظيمات وجمعيات تستهدف جماهير الآباء ولا ولا ....) ..

 

الأطفال ضحايا الضحايا في هذا المجتمع ..

إلى متى؟



تعليقات

الفهرس